نتنياهو ينبغي إدخال قوّاتٍ دوليّةٍ لقطاع غزّة ووزراء في الكابينيت يُشدّدون: حماس تمتلك أكثر من 15 نفقًا هجوميًا الأمر الذي يؤكّد فشل “الجرف الصامد”

اثنين, 2017/02/27 - 14:44

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:قادة تل أبيب في سباقٍ مع الزمن، فقبل يومٍ من نشر تقرير مراقب الدولة العبريّة عن الإخفاقات التي رافقت العدوان الأخير ضدّ قطاع غزّة، صيف العام 2014، يُحاول صنّاع القرار في إسرائيل استباق الأحداث وطرح أفكارٍ جديدةٍ حول حلّ مشكلة الأنفاق الهجوميّة التي تُواصل حماس حفرها. وفي هذا السياق، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أنّه في إطار حلّ الصراع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ، ينبغي دراسة فكرة إدخال قواتٍ دوليّةٍ إلى قطاع غزة، معربًا عن التخوف الإسرائيليّ من المحكمة الجنائيّة الدوليّة في لاهاي.وذكرت القناة الثانيّة في التلفزيون الإسرائيليّ أنّه خلال الحديث عن الصراع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ سألت وزيرة الخارجية الأسترالية نتنياهو حول احتمالات الصراع.وأجاب نتنياهو، كما أكّد التلفزيون العبريّ أنّ الجيش الإسرائيليّ يجب أنْ يُسيطر على الضفّة الغربيّة كلّها، وأنّ السيادة الفلسطينيّة ستكون محدودة، بحسب تعبيره. وتابع رئيس الوزراء الإسرائيليّ قائلاً إنّه ينبغي البحث في بدائل أمنية بواسطة إدخال قواتٍ دوليّةٍ إلى قطاع غزة.وجاءت أقوال نتنياهو خلال لقائه مع وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، صباح أمس الأحد، وقبل ساعات قليلة من مغادرته أستراليا، وناقش الاثنان عدة قضايا، بينها الصراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ، بالإضافة إلى إيران والتخوف الإسرائيليّ من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.وتابع نتنياهو قائلا إنّ التجربة الإسرائيليّة حيال مسؤولية أمنية لقوات أجنبية ليست جيّدة، في إشارة إلى نشر قوات كهذه في جنوب لبنان بعد انسحاب إسرائيل منه، في العام 2000. لكنّ نتنياهو اعتبر أنّه بالإمكان إعادة تجربة هذا النموذج في غزة بحيث تُسيطر قوات أجنبية بشكلٍ فعليٍّ على القطاع وتواجه قضايا نعتها بالإرهابية، على حد زعمه.وبحسب المُحللين السياسيين والأمنيين في تل أبيب، فإنّ هذه المرة الأولى التي يقوم بها نتنياهو بطرح إمكانية كهذه بصورةٍ علنيةٍ، لكن القناة الثانية الإسرائيليّة أشارت إلى أنّه ليس واضحًا مدى جدية هذا الطرح أوْ ما إذا تمت بلورته في القيادة الإسرائيليّة.وتابع تقرير التلفزيون العبريّ قائلاً إنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ نتنياهو طالب بمنع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من ممارسة ضغوط على إسرائيل، من خلال محاكمة قادة سياسيين وعسكريين فيها متهمين بارتكاب جرائم حرب، واقترح نتنياهو أنْ تسعى أستراليا إلى التأثير على دول أخرى بالعمل ضدّ المحكمة الجنائية الدولية من أجل تقليص التحقيقات وعمليات تقصي الحقائق حول الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الفلسطينيين.وتحدث نتنياهو عن معارضته للاتفاق النوويّ بين مجموعة الدول (5+1) والجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وعبّر عن تحسبه من تزايد قوة ونفوذ إيران في الشرق الأوسط. ووفقًا للقناة الثانية، فإنّ نتنياهو وبيشوب اتفقا على تحسين العلاقات بين الجانبين في المجالات الأمنية والاستخبارية والاقتصادية والتكنولوجية، كما أكّدت مصادر رفيعة في حاشية نتنياهو للتلفزيون العبريّ.وفي سياقٍ متصلٍ، نقل موقع القناة الثانية على الإنترنيت (MAKO) اليوم الاثنين، عن مصادر سياسيّة رفيعة جدًا في المجلس السياسيّ-الأمنيّ المُصغّر (الكابينيت) قولها إنّه بعد مرور أكثر من سنتين ونصف السنة على عملية “الجرف الصامد” ضدّ قطاع غزّة، يتبيّن بحسب المعلومات الاستخبارية في تل أبيب، أنّ حركة حماس تمتلك اليوم أكثر من 15 نفقًا هجوميًا، الأمر الذي يُلقي بظلاله السلبيّة على تصريحات الوزراء والقادة العسكريين الإسرائيليين بأنّ الجيش تمكّن خلال العملية من إنجاز مهمّة هدم الأنفاق، وفي مقدّمتهم نتنياهو نفسه.ومن الجدير بالذكر أنّ إسرائيل أعلنت رسميًا أنّ أنفاق حماس الهجوميّة باتت تُشكّل تهديدًا إستراتيجيًا على الأمن القوميّ للدولة العبريّة، ليس فقط في الجنوب، بل أيضًا من الشمال، إذْ أنّ السكّان في مستوطنات الشمال يزعمون أنّه يسمعون أصوات حفريات، ويؤكّدون على أنّ حزب الله يقوم بحفر الأنفاق.مهما يكُن من أمرٍ، ومن أجل الحفاظ على سلامة المُواطنين الإسرائيليين على الحدود الشماليّة والجنوبيّة، فقد أقرّت حكومة نتنياهو خطّةً تقضي بإخلاء السكّان من المنطقتين، في حال نشوب مواجهةٍ عسكريّةٍ مع حماس أو مع حزب الله. ولفتت المصادر الإسرائيليّة إلى أنّ تعقّب حفر الأنفاق من قبل حماس، أكّد بالأدلّة القاطعة على أنّ حركة حماس تقوم بحفر الأنفاق الهجوميّة على مدار الساعة، وبدون توقفٍ بالمرّة، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ العمال الذين يقومون بهذه المهمّة يتلّقون رواتبهم من كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، الجناح العسكريّ لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس).وقال مصدر أمنيّ إسرائيليّ رفيع المستوى، مساء أمس، إنّ حركة حماس تحفر كل شهر 10 كيلومترات من الأنفاق نحو الأراضي الإسرائيليّة. وتابع قائلاً لمُراسل الشؤون السياسيّة في القناة الثانيّة بالتلفزيون الإسرائيليّ، أودي سيغال، إنّه على الرغم من كلّ المشاكل التي واجهتها حماس في حفر الأنفاق، وانهيار بعضها في قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، فلا زال خطر الأنفاق حتى يومنا هذا تهديد باقٍ، بل تهديد اشتدت وتيرته أكثر من الماضي، على حدّ تعبيره.